1st Nephi Chapter 5
١ نافي ٥
الفصل الخامس
سرايا تشتكي من لاحي—يبتهج كلاهما لعودة أبنائهما—يقدمان ذبائح—تحتوي ألواح النحاس على كتابات موسى والأنبياء—تثبت الألواح أن لاحي من نسل يوسف—يتنبأ لاحي عن نسله وعن حفظ الألواح. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَبَعْدَ أَنْ نَزَلْنا إِلى أَبينا في الْبَرِّيَّةِ، امْتَلَأَ بِالْفَرَحِ، وَكانَتْ أُمّي سَرايا في غايَةِ السُّرورِ أَيْضًا، لِأَنَّها كانَتْ حَقًّا قَدْ حَزِنَتْ بِسَبَبِنا.
٢ لِأَنَّها كانَتْ قَدْ ظَنَّتْ أَنَّنا قَدْ هَلَكْنا في الْبَرِّيَّةِ؛ وَكانَتْ قَدِ اشْتَكَتْ مِنْ أَبي قائِلَةً لَهُ إِنَّهُ رَجُلٌ كَثيرُ الرُّؤى؛ فَقالَتْ: إِنَّكَ قَدْ قُدْتَنا مِنْ أَرْضِ ميراثِنا، وَهَلَكَ أَبْنائي، وَنَحْنُ نَهْلِكُ في الْبَرِّيَّةِ.
٣ عَلى هٰذا النَحْوِ مِنَ الْقَوْلِ كانَتْ أُمّي قَدِ اشْتَكَتْ مِنْ أَبي.
٤ وَكانَ أَنَّ أَبي كَلَّمَها قائِلًا: أَنا أَعْلَمُ أَنّي رَجُلٌ كَثيرُ الرُّؤى؛ فَلَوْلا أَنّي رَأَيْتُ أُمورَ اللّٰهِ في رُؤْيا لَما عَرَفْتُ صَلاحَ اللّٰهِ، بَلْ لَبَقيتُ في أورُشَليمَ، وَلَهَلَكْتُ مَعَ إِخْوَتي.
٥ وَلٰكِنَّني قَدْ حَصَلْتُ عَلى أَرْضِ مَوْعِدٍ، وَبِهٰذِهِ الْأُمورِ أَبْتَهِجُ؛ أَجَلْ، وَأَنا أَعْلَمُ أَنَّ الرَّبَّ سَيُنَجّي أَبْنائي مِنْ يَدَيْ لابانَ، وَسَيُرْجِعُهُمْ إِلَيْنا ثانِيَةً في الْبَرِّيَّةِ.
٦ وَعَلى هٰذا النَحْوِ مِنَ الْقَوْلِ عَزّى أَبي لاحي أُمّي سَرايا بِخُصوصِنا بَيْنَما كُنّا نَرْتَحِلُ في الْبَرِّيَّةِ صُعودًا إِلى أَرْضِ أورُشَليمَ لِنَحْصُلَ عَلى سِجِلِّ الْيَهودِ.
٧ وَعِنْدَما عُدْنا إِلى خَيْمَةِ أَبي، اكْتَمَلَتْ بَهْجَتُهُما، وَتَعَزَّتْ أُمّي.
٨ وَتَكَلَّمَتْ قائِلَةً: اَلْآنَ أَعْلَمُ يَقينًا أَنَّ الرَّبَّ أَمَرَ زَوْجي بِأَنْ يَفِرَّ إِلى الْبَرِّيَّةِ؛ أَجَلْ، وَأَعْلَمُ يَقينًا أَيْضًا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ حَفِظَ أَبْنائي، وَنَجّاهُمْ مِنْ يَدَيْ لابانَ، وَأَعْطاهُمْ قُوَّةً تَمَكَّنوا بِها أَنْ يُحَقِّقوا ما أَمَرَهُمْ بِهِ. وَكانَ كَلامُها عَلى هٰذا النَّحْوِ.
٩ وَكانَ أَنَّهُما فَرِحا لِلْغايَةِ، وَقَدَّما ذَبائِحَ وَمُحْرَقاتٍ إِلى الرَّبِّ؛ وَقَدَّما الشُّكْرَ لِإِلٰهِ إِسْرائيلَ.
١٠ وَبَعْدَ أَنْ قَدَّما الشُّكْرَ لِإِلٰهِ إِسْرائيلَ، أَخَذَ أَبي، لاحي، السِّجِلّاتِ الْمَنْقوشَةَ عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ، وَفَتَّشَها مِنَ الْبِدايَةِ.
١١ وَرَأى أَنَّها قَدِ احْتَوَتْ عَلى كُتُبِ موسى الْخَمْسَةِ الَّتي تُقَدِّمُ تاريخَ خَلْقِ الْعالَمِ، وَأَيْضًا تاريخَ آدَمَ وَحَواءَ، أَبَوَيْنا الْأَوَّلَيْنِ.
١٢ وَكَذٰلِكَ عَلى سِجِلٍّ لِلْيَهودِ مُنْذُ الْبِدايَةِ، وُصولًا إِلى بَدْءِ مُلْكِ صِدْقِيّا، مَلِكِ يَهوذا.
١٣ وَكَذٰلِكَ نُبوءاتِ الْأَنْبِياءِ الْقِدّيسينَ مُنْذُ الْبِدايَةِ، وُصولًا إِلى بَدْءِ مُلْكِ صِدْقِيّا؛ وَكَذٰلِكَ الْكَثيرِ مِنَ النُّبوءاتِ الَّتي نَطَقَ بِها فَمُ إِرْمِيا.
١٤ وَكانَ أَنَّ أَبي لاحي وَجَدَ أَيْضًا عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ نَسَبَ آبائِهِ؛ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ كانَ مِنْ نَسْلِ يوسُفَ، أَجَلْ، يوسُفَ ذاكَ الَّذي كانَ ابْنَ يَعْقوبَ، وَالَّذي بيعَ إِلى مِصْرَ، وَحَفِظَتْهُ يَدُ الرَّبِّ كَيْ يَحْفَظَ أَباهُ يَعْقوبَ وَكُلَّ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ الْهَلاكِ بِالْمَجاعَةِ.
١٥ كَما قادَهُمْ ذٰلِكَ الْإِلٰهُ نَفْسُهُ مِنَ السَّبْيِ وَمِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَحَفِظَهُمْ.
١٦ وَبِذٰلِكَ اكْتَشَفَ أَبي لاحي نَسَبَ آبائِهِ. وَكانَ لابانُ أَيْضًا مِنْ نَسْلِ يوسُفَ؛ لِذا فَقَدِ احْتَفَظَ هُوَ وَآباؤُهُ بِالسِّجِلّاتِ.
١٧ وَلَمّا رَأى أَبي كُلَّ هٰذِهِ الْأُمورِ، امْتَلَأَ بِالرّوحِ، وَبَدَأَ يَتَنَبَّأُ عَنْ نَسْلِهِ—
١٨ بِأَنَّ أَلْواحَ النُّحاسِ هٰذِهِ سَوْفَ تَذْهَبُ إِلى جَميعِ الْأُمَمِ وَالْقَبائِلِ وَالْأَلْسِنَةِ وَالشُّعوبِ الَّتي كانَتْ مِنْ نَسْلِهِ.
١٩ لِذا فَقَدْ قالَ إِنَّ أَلْواحَ النُّحاسِ هٰذِهِ لَنْ تَبْلى أَبَدًا؛ كَما أَنَّها لَنْ تَفْقِدَ بَريقَها بِمُرورِ الزَّمَنِ. وَتَنَبَّأَ بِأُمورٍ كَثيرَةٍ عَنْ نَسْلِهِ.
٢٠ وَكانَ أَنَّني أَنا وَأَبي قَدْ حَفِظْنا الْوَصايا الَّتي أَمَرَنا بِها الرَّبُّ إِلى ذٰلِكَ الْوَقْتِ.
٢١ وَقَدْ حَصَلْنا عَلى السِّجِلّاتِ الَّتي أَمَرَنا الرَّبُّ بِالْحُصولِ عَلَيْها، وَفَتَّشْناها فَوَجَدْناها نافِعَةً؛ أَجَلْ، بَلْ عَظيمَةَ الْقيمَةِ لَنا، حَيْثُ سَتُمَكِّنُنا مِنْ حِفْظِ وَصايا الرَّبِّ لِأَبْنائِنا.
٢٢ لِذا فَإِنَّها لَحِكْمَةٌ في الرَّبِّ أَنْ نَحْمِلَها مَعَنا وَنَحْنُ نَرْتَحِلُ في الْبَرِّيَّةِ نَحْوَ أَرْضِ الْمَوْعِدِ.
1st Nephi Chapter 6
١ نافي ٦
الفصل السادس
يكتب نافي عن أمور اللّٰه—هدف نافي هو إقناع البشر أن يأتوا إلى إله إبراهيم ويخلصوا. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَأَنا، نافي، لَنْ أُضيفَ نَسَبَ آبائي إِلى هٰذا الْجُزْءِ مِنْ سِجِلّي؛ وَلَنْ أُضيفَهُ أَبَدًا فيما بَعْدُ عَلى هٰذِهِ الصَّفائِحِ الَّتي أَكْتُبُها؛ لِأَنَّهُ مَكْتوبٌ في السِّجِلِّ الَّذي حَفِظَهُ أَبي؛ لِذا فَإِنَّني لا أَكْتُبُهُ في هٰذا السِّجِلِّ.
٢ لِأَنَّهُ يَكْفيني أَنْ أَقولَ إِنَّنا مِنْ نَسْلِ يوسُفَ.
٣ فَلَسْتُ مُهْتَمًّا بِتَدْوينِ سِجِلٍّ كامِلٍ لِكُلِّ شُؤونِ أَبي، لِأَنَّهُ لا يُمْكِنُ كِتابَتُها عَلى هٰذِهِ الصَّفائِحِ، لِأَنَّني أُريدُ أَنْ أُفْسِحَ مَجالًا لِأَكْتُبَ عَنْ أُمورِ اللّٰهِ.
٤ لِأَنَّ كامِلَ نِيَّتي هِيَ أَنْ أُقْنِعَ الْبَشَرَ بِأَنْ يَأْتوا إِلى إِلٰهِ إِبْراهيمَ وَإِلٰهِ إِسْحاقَ وإِلٰهِ يَعْقوبَ وَيَخْلُصوا.
٥ لِذٰلِكَ فَأَنا لا أَكْتُبُ ما يَسُرُّ الْعالَمَ، بَلْ ما يَسُرُّ اللّٰهَ وَمَنْ لَيْسوا مِنَ الْعالَمِ.
٦ لِذٰلِكَ سَأوصي نَسْلي بِأَلّا يَمْلَأوا هٰذِهِ الصَّفائِحَ بِالْأُمورِ الَّتي لَيْسَ لَها قيمَةٌ لِأَبْناءِ الْبَشَرِ.
1st Nephi Chapter 7
١ نافي ٧
الفصل السابع
يرجع أبناء لاحي إلى أورشليم ويدعون إسماعيل وأهل بيته لينضموا إليهم في ترحالهم—يتمرد لامان وآخرون—يناشد نافي أخويه أن يؤمنا بالرب—يقيّدانه بالحبال ويخططان لإهلاكه—يتحرر بقوة الإيمان—يطلب منه أخواه الصفح—يقدم لاحي ورفقته ذبائح ومحرقات. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَأُريدُ أَنْ تَعْلَموا أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ أَبي، لاحي، ثانِيَةً، بَعْدَ انْتِهائِهِ مِنَ التَّنَبُّؤِ عَنْ نَسْلِهِ، وَقالَ لَهُ إِنَّهُ لا يَليقُ بِهِ، لاحي، أَنْ يَأْخُذَ عائِلَتَهُ إِلى الْبَرِّيَّةِ مُنْفَرِدينَ، بَلْ إِنَّ عَلى أَبْنائِهِ أَنْ يَتَّخِذوا نِساءً كَزَوْجاتٍ لَهُمْ كَيْ يُنْجِبوا لِلرَّبِّ نَسْلًا في أَرْضِ الْمَوْعِدِ.
٢ وَكانَ أَنَّ الرَّبَّ أَمَرَهُ بِأَنْ أَعودَ أَنا، نافي، وَإِخْوَتي ثانِيَةً إِلى أَرْضِ أورُشَليمَ، وَأَنْ نُحْضِرَ إِسْماعيلَ وَعائِلَتَهُ إِلى الْبَرِّيَّةِ.
٣ وَكانَ أَنَّني أَنا، نافي، مَضَيْتُ ثانِيَةً مَعَ إِخْوَتي إِلى الْبَرِّيَّةِ لِنَذْهَبَ إِلى أورُشَليمَ.
٤ وَكانَ أَنَّنا ذَهَبْنا إِلى مَنْزِلِ إِسْماعيلَ، وَوَجَدْنا نِعْمَةً في عَيْنَيْ إِسْماعيلَ، حَيْثُ أَنَّنا كَلَّمْناهُ بِكَلِماتِ الرَّبِّ.
٥ وَكانَ أَنَّ الرَّبَّ رَقَّقَ قَلْبَ إِسْماعيلَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ أَيْضًا حَتّى أَنَّهُمُ ارْتَحَلوا مَعَنا نازِلينَ إِلى الْبَرِّيَّةِ عِنْدَ خَيْمَةِ أَبينا.
٦ وَبَيْنَما كُنّا نَرْتَحِلُ في الْبَرِّيَّةِ، تَمَرَّدَ عَلَيْنا لامانُ وَلَموئيلُ وَاثْنَتانِ مِنْ بَناتِ إِسْماعيلَ وَابْنا إِسْماعيلَ وَعائِلَتاهُما؛ أَجَلْ، تَمَرَّدوا عَلَيَّ أَنا نافي وَسامَ وَأَبيهِمْ إِسْماعيلَ وَزَوْجَتِهِ وَبَناتِهِ الثَّلاثِ الْأُخْرَياتِ.
٧ وَأَثْناءَ ذٰلِكَ التَّمَرُّدِ كانَ أَنَّهُمْ رَغِبوا في الرُّجوعِ إِلى أَرْضِ أورُشَليمَ.
٨ أَمّا أَنا، نافي، فَقَدْ أَحْزَنَتْني قَساوَةُ قُلوبِهِمْ، وَلِذٰلِكَ كَلَّمْتُهُمْ قائِلًا، أَجَلْ، كَلَّمْتُ لامانَ وَلَموئيلَ: إِنَّكُما أَخَوايَ الْكَبيرانِ، فَكَيْفَ يَكونُ قَلْباكُما بِمِثْلِ هٰذِهِ الْقَسْوَةِ، وَعَقْلاكُما بِمِثْلِ هٰذا الْعَمى، فَتَحْتاجانِ إِلى أَنْ أُكَلِّمَكُما أَنا، أَخوكُما الْأَصْغَرُ، وَأَنْ أَكونَ لَكُما قُدْوَةً؟
٩ كَيْفَ أَنَّكُما لَمْ تُصْغِيا لِكَلِمَةِ الرَّبِّ؟
١٠ كَيْفَ نَسيتُما أَنَّكُما قَدْ رَأَيْتُما مَلاكَ الرَّبِّ؟
١١ أَجَلْ، وَكَيْفَ نَسيتُما الْأُمورَ الْعَظيمَةَ الَّتي فَعَلَها الرَّبُّ لَنا بِإِنْقاذِنا مِنْ يَدَيْ لابانَ، وَكَذٰلِكَ ما فَعَلَهُ كَيْ نَحْصُلَ عَلى السِّجِلِّ؟
١٢ أَجَلْ، كَيْفَ نَسيتُما أَنَّ الرَّبَّ قادِرٌ عَلى أَنْ يَفْعَلَ جَميعَ الْأُمورِ، حَسَبَ إِرادَتِهِ، لِأَبْناءِ الْبَشَرِ، إِذا مارَسوا الْإيمانَ بِهِ؟ لِذا، فَلْنَكُنْ أَمَناءَ لِلرَّبِّ.
١٣ وَإِذا كُنّا أَمَناءَ لِلرَّبِّ، فَإِنَّنا سَنَحْصُلُ عَلى أَرْضِ الْمَوْعِدِ؛ وَسَتَعْلَمونَ في زَمانٍ آتٍ أَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ سَتَتِمُّ بِشَأْنِ دَمارِ أورُشَليمَ؛ لِأَنَّ كُلَّ ما تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْ دَمارِ أورُشَليمَ يَجِبُ أَنْ يَتِمَّ.
١٤ فَإِنَّ روحَ الرَّبِّ سَيَتَوَقَّفُ قَريبًا عَنِ الْمُجاهَدَةِ مَعَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ رَفَضوا الْأَنْبِياءَ، وَإِرْمِيا طَرَحوهُ في السِّجْنِ. وَقَدْ سَعَوْا لِيَسْلُبوا حَياةَ أَبي إِلى أَنْ أَخْرَجوهُ مِنَ الْأَرْضِ.
١٥ هٰأَنَذا أَقولُ لَكُما: إِنْ رَجَعْتُما إِلى أورُشَليمَ فَسَتَهْلِكانِ أَيْضًا مَعَهُمْ. وَالْآنَ، إِنْ كانَ ذٰلِكَ خِيارَكُما فَاصْعَدا إِلى الْأَرْضِ، وَتَذَكَّرا الْكَلِماتِ الَّتي أُكَلِّمُكُما بِها: إِنْ ذَهَبْتُما فَأَنْتُما أَيْضًا تَهْلِكانِ، لِأَنَّهُ هٰكَذا يُلْزِمُني روحُ الرَّبِّ أَنْ أَتَكَلَّمَ.
١٦ وَعِنْدَما تَكَلَّمْتُ أَنا، نافي، بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ إِلى أَخَوَيَّ، غَضِبا عَلَيَّ. وَكانَ أَنَّهُما أَلْقَيا بِأَيْديهِما عَلَيَّ، إِذْ أَنَّهُما كانا في غايَةِ الْغَضَبِ، وَقَيَّداني بِالْحِبالِ، لِأَنَّهُما سَعَيا لِيَسْلُباني حَياتي، وَلِيَتْرُكاني في الْبَرِّيَّةِ لِتَفْتَرِسَني الْحَيَواناتُ الْمُتَوَحِّشَةُ.
١٧ لٰكِنّي صَلَّيْتُ إِلى الرَّبِّ قائِلًا: يا رَبُّ، حَسَبَ إيماني الَّذي بِكَ، أَنْقِذْني مِنْ أَيْدي أَخَوَيَّ؛ أَجَلِ، امْنَحْني الْقُوَّةَ كَيْ أُحَطِّمَ هٰذِهِ الْقُيودَ الَّتي تُكَبِّلُني.
١٨ وَحينَ نَطَقْتُ بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ، انْحَلَّتِ الْقُيودُ عَنْ يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ، وَوَقَفْتُ أَمامَ أَخَوَيَّ، وَكَلَّمْتُهُما ثانِيَةً.
١٩ وَكانَ أَنَّهُما غَضِبا عَلَيَّ ثانِيَةً، وَسَعَيا لِأَنْ يُلْقِيا بِأَيْديهِما عَلَيَّ؛ فَإِذا بِإِحْدى بَناتِ إِسْماعيلَ، أَجَلْ، وَأُمِّها أَيْضًا، وَأَحَدِ ابْنَيْ إِسْماعيلَ، قَدْ تَوَسَّلوا إِلى أَخَوَيَّ إِلى أَنْ رَقَّقوا قَلْبَيْهِما، وَتَوَقَّفا عَنِ السَّعْيِ لِإِهْلاكي.
٢٠ وَحَدَثَ أَنَّهُما نَدِما بِسَبَبِ شَرِّهِما حَتّى أَنَّهُما رَكَعا أَمامي، وَتَوَسَّلا إِلَيَّ كَيْ أَغْفِرَ لَهُما ما فَعَلاهُ تُجاهي.
٢١ وَكانَ أَنَّني غَفَرْتُ لَهُما صَراحَةً كُلَّ ما قاما بِهِ، وَناشَدْتُهُما بِأَنْ يُصَلِّيا لِمَغْفِرَةِ الرَّبِّ إِلٰهِهِما. وَحَدَثَ أَنَّهُما فَعَلا ذٰلِكَ. وَبَعْدَ أَنْ صَلَّيا لِلرَّبِّ، ارْتَحَلْنا ثانِيَةً نَحْوَ خَيْمَةِ أَبينا.
٢٢ وَكانَ أَنَّنا نَزَلْنا إِلى خَيْمَةِ أَبينا. وَبَعْدَ أَنْ نَزَلْتُ أَنا وَإِخْوَتي وَكُلُّ بَيْتِ إِسْماعيلَ إِلى خَيْمَةِ أَبي، قَدَّموا الشُّكْرَ للرَّبِّ إِلٰهِهِمْ؛ وَقَدَّموا لَهُ الذَّبائِحَ وَالْمُحْرَقاتِ.
1st Nephi Chapter 8
١ نافي ٨
الفصل الثامن
يرى لاحي رؤيا عن شجرة الحياة—يتناول من ثمارها، ويرغب في أن تقوم عائلته بالمثل—يرى قضيبًا من حديد، وطريقًا ضيقًا صعبًا وضبابًا معتمًا يغطي الناس—تتناول سرايا من الثمار وكذلك نافي وسام، ولكن لامان ولموئيل يرفضان. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَحَدَثَ أَنَّنا جَمَعْنا الْبُذورَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ: مِنَ الْحُبوبِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ، وَمِنْ بُذورِ الْفاكِهَةِ أَيْضًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ.
٢ وَبيْنَما كانَ أَبي يَمْكُثُ في الْبَرِّيَّةِ، كَلَّمَنا قائِلًا: ها أَنا قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا، أَوْ بِكَلِماتٍ أُخْرى، رَأَيْتُ رُؤْيا.
٣ وَبِسَبَبِ ما رَأَيْتُهُ، فَهُناكَ ما يَدْعوني لِلِابْتِهاجِ في الرَّبِّ بِسَبَبِ نافي وَكَذٰلِكَ سامَ؛ فَلَدَيَّ ما يَدْعوني لِلِاعْتِقادِ بِأَنَّهُما سَيَخْلُصانِ، وَأَيْضًا الْكَثيرونَ مِنْ نَسْلِهِما.
٤ لٰكِنَّني، يا لامانُ وَلَموئيلُ، أَخافُ خَوْفًا عَظيمًا عَلَيْكُما؛ فَإِنَّهُ بَدا لي أَنَّني رَأَيْتُ في حُلْمي بَرِّيَّةً مُظْلِمَةً وَكَئيبَةً.
٥ وَكانَ أَنّي شاهَدْتُ رَجُلًا، وَكانَ يَرْتَدي رِداءً أَبْيَضَ؛ فَأَتى وَوَقَفَ أَمامي.
٦ وَحَدَثَ أَنَّهُ كَلَّمَني وَأَمَرَني أَنْ أَتْبَعَهُ.
٧ وَبَيْنَما كُنْتُ أَتْبَعُهُ، وَجَدْتُ نَفْسي في قَفْرٍ مُظْلِمٍ وَكَئيبٍ.
٨ وَبَعْدَ أَنِ ارْتَحَلْتُ لِمُدَّةِ ساعاتٍ كَثيرَةٍ في الظَّلامِ، بَدَأْتُ أُصَلّي لِلرَّبِّ كَيْ يَرْحَمَني حَسَبَ كَثْرَةِ مَراحِمِهِ.
٩ وَبَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ إِلى الرَّبِّ، أَبْصَرْتُ حَقْلًا واسِعًا وَرَحْبًا.
١٠ وَكانَ أَنّي أَبْصَرْتُ شَجَرَةً ثِمارُها شَهِيَّةٌ لِإِسْعادِ الْمَرْءِ.
١١ وَحَدَثَ أَنّي مَضَيْتُ وَتَناوَلْتُ مِنْ ثِمارِها؛ فَوَجَدْتُها حُلْوَةً جِدًّا تَفوقُ في حَلاوَتِها كُلَّ ما سَبَقَ أَنْ تَذَوَّقْتُهُ. أَجَلْ، وَرَأَيْتُ أَنَّ ثِمارَها كانَتْ بَيْضاءَ تَفوقُ في بَياضِها كُلَّ ما سَبَقَ أَنْ رَأَيْتُهُ.
١٢ وَفيما كُنْتُ أَتَناوَلُ مِنْ ثِمارِها، مَلَأَتْ ثِمارُها نَفْسي بِبَهْجَةٍ عَظيمَةٍ جِدًّا؛ لِذٰلِكَ بَدَأْتُ أَرْغَبُ في أَنْ تَتَناوَلَ عائِلَتي مِنْها أَيْضًا، لِأَنّي كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّها أَشْهى مِنْ كُلِّ الثِّمارِ الْأُخْرى.
١٣ وَبَيْنَما كُنْتُ أَنْظُرُ حَوْلي، لَعَلّي أَتَبَيَّنُ عائِلَتي أَيْضًا، أَبْصَرْتُ نَهْرًا مِنْ ماءٍ؛ وَكانَ يَجْري بِالْقُرْبِ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي كُنْتُ أَتَناوَلُ مِنْ ثِمارِها.
١٤ وَتَطَلَّعْتُ كَيْ أَرى مِنْ أَيْنَ أَتى النَّهْرُ، فَرَأَيْتُ مَنْبَعَهُ عَلى بُعْدٍ يَسيرٍ؛ وَعِنْدَ مَنْبَعِهِ أَبْصَرْتُ أُمَّكُمْ سَرايا وَسامَ وَنافي؛ وَكانوا واقِفينَ لا يَعْرِفونَ إِلى أَيْنَ يَذْهَبونَ.
١٥ وَكانَ أَنّي أَشَرْتُ إِلَيْهِمْ، وَقُلْتُ لَهُمْ أَيْضًا بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ أَنْ يَأْتوا إِلَيَّ وَيَتَناوَلوا مِنَ الثِّمارِ الَّتي كانَتْ أَشْهى مِنْ كُلِّ الثِّمارِ الْأُخْرى.
١٦ وَحَدَثَ أَنَّهُمْ أَتَوْا إِلَيَّ وَتَناوَلوا مِنَ الثِّمارِ أَيْضًا.
١٧ وَكانَ أَنَّني رَغِبْتُ في أَنْ يَأْتِيَ لامانُ وَلَموئيلُ وَيَتَناوَلا مِنَ الثِّمارِ أَيْضًا؛ لِذٰلِكَ نَظَرْتُ نَحْوَ مَنْبَعِ النَّهْرِ، لَعَلّي أَراهُما.
١٨ وَكانَ أَنّي رَأَيْتُهُما، لٰكِنَّهُما رَفَضا الْمَجيءَ إِلَيَّ وَالتَّناوُلَ مِنَ الثِّمارِ.
١٩ وَأَبْصَرْتُ قَضيبًا مِنْ حَديدٍ قَدِ امْتَدَّ عَلى ضِفَّةِ النَّهْرِ، وكانَ يُؤَدّي إِلى الشَّجَرَةِ الَّتي كُنْتُ أَقِفُ بِجِوارِها.
٢٠ كَذٰلِكَ أَبْصَرْتُ طَريقًا ضَيِّقًا وَصَعْبًا قَدِ امْتَدَّ بِمُحاذاةِ الْقَضيبِ الْحَديدِيِّ إِلى الشَّجَرَةِ الَّتي كُنْتُ أَقِفُ بِجِوارِها؛ وَكانَ هٰذا الطَّريقُ يَمُرُّ بِالْقُرْبِ مِنْ مَنْبَعِ النَّهْرِ، مُؤَدِّيًا إِلى حَقْلٍ كَبيرٍ وَواسِعٍ كَأَنَّهُ عالَمٌ.
٢١ وَرَأَيْتُ جُموعًا لا حَصْرَ لَها مِنَ النّاسِ، وَكانَ الْكَثيرونَ مِنْهُمْ يَتَدافَعونَ إِلى الْأَمامِ كَيْ يَبْلُغوا الطَّريقَ الَّذي يُؤَدّي إِلى الشَّجَرَةِ الَّتي كُنْتُ أَقِفُ بِجِوارِها.
٢٢ وَحَدَثَ أَنَّهُمْ أَقْبَلوا، وَبَدَأوا يَسْلُكونَ الطَّريقَ الْمُؤَدِّيَ إِلى الشَّجَرَةِ.
٢٣ وَحَدَثَ أَنْ تَصاعَدَ ضَبابٌ مُعْتِمٌ؛ أَجَلْ، ضَبابٌ مُعْتِمٌ عَظيمٌ جِدًّا حَتّى أَنَّ الَّذينَ بَدَأوا يَسْلُكونَ الطَّريقَ ضَلّوا سَبيلَهُمْ فَتاهوا وَضاعوا.
٢٤ وَكانَ أَنّي أَبْصَرْتُ آخَرينَ يَتَدافَعونَ إِلى الْأَمامِ، فَأَقْبَلوا وَتَشَبَّثوا بِطَرَفِ الْقَضيبِ الْحَديدِيِّ؛ وَتَدافَعوا إِلى الْأَمامِ مُجْتازينَ الضَبابَ الْمُعْتِمَ، مُتَشَبِّثينَ بِالْقَضيبِ الْحَديدِيِّ، إِلى أَنْ تَقَدَّموا وَتَناوَلوا مِنْ ثِمارِ الشَّجَرَةِ.
٢٥ وَبَعْدَ أَنْ تَناوَلوا مِنْ ثِمارِ الشَّجَرَةِ، بَدَأوا يَلْتَفِتونَ مِنْ حَوْلِهِمْ بِاسْتِحْياءٍ.
٢٦ وَنَظَرْتُ أَنا حَوْلي أَيْضًا، فَأَبْصَرْتُ عَلى الضِّفَّةِ الْأُخْرى لِلنَّهْرِ بِناءً عَظيمًا واسِعًا؛ وَكانَ قائِمًا كَأَنَّهُ في الْفَضاءِ يَعْلو فَوْقَ الْأَرْضِ.
٢٧ وَكانَ مُمْتَلِئًا بِالنّاسِ، كِبارًا وَصِغارًا، ذُكورًا وَإِناثًا، وَكانَتْ طَريقَةُ لِباسِهِمْ بَهِيَّةً جِدًّا؛ وَكانوا يُشيرونَ بِأَصابِعِهِمْ بِسُخْرِيَّةٍ نَحْوَ مَنْ أَتَوْا لِيَتَناوَلوا مِنَ الثِّمارِ.
٢٨ وَبَعْدَ أَنْ ذاقوا الثِّمارَ اسْتَحْيَوْا بِسَبَبِ الَّذينَ كانوا يَتَهَكَّمونَ عَلَيْهِمْ؛ فَمَضَوْا في طُرُقٍ مَحْظورَةٍ وَضَلّوا.
٢٩ أَمّا أَنا، نافي، فَلَنْ أَسْرُدَ جَميعَ كَلِماتِ أَبي.
٣٠ وَلٰكِنْ لِأَخْتَصِرَ في الْكِتابَةِ، فَإِنَّهُ رَأى حُشودًا أُخْرى تَتَدافَعُ إِلى الْأَمامِ؛ وَأَتَوْا وَتَشَبَّثوا بِطَرَفِ الْقَضيبِ الْحَديدِيِّ؛ وَتَدافَعوا في طَريقِهِمْ إِلى الْأَمامِ، مواصِلينَ التَّشَبُّثَ بِالْقَضيبِ الْحَديدِيِّ، إِلى أَنْ وَصَلوا وَخَرّوا وَتَناوَلوا مِنْ ثِمارِ الشَّجَرَةِ.
٣١ وَرَأى أَيْضًا حُشودًا أُخْرى تَتَلَمَّسُ طَريقَها نَحْوَ ذٰلِكَ الْبِناءِ الْعَظيمِ الْواسِعِ.
٣٢ وَحَدَثَ أَنَّ كَثيرينَ غَرِقوا في أَعْماقِ النَّهْرِ؛ وَكَثيرينَ غابوا عَنْ مَرْمى بَصَرِهِ، هائِمينَ في طُرُقٍ غَريبَةٍ.
٣٣ وَكانَ الْحَشْدُ الَّذي دَخَلَ ذٰلِكَ الْبِناءَ الْعَجيبَ غَفيرًا جِدًّا. وَبَعْدَ أَنْ دَخَلوا ذٰلِكَ الْبِناءَ، أَشاروا بِأَصابِعِ الِاحْتِقارِ إِلَيَّ وَلِمَنْ كانوا يَتَناوَلونَ مِنَ الثِّمارِ أَيْضًا؛ وَلٰكِنَّنا لَمْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِمْ.
٣٤ وَقالَ أَبي: لِأَنَّ كُلَّ الَّذينَ الْتَفَتوا إِلَيْهِمْ قَدِ ضَلّوا.
٣٥ وَلَمْ يَتَناوَلْ لامانُ وَلَموئيلُ مِنَ الثِّمارِ حَسَبَما قالَهُ أَبي.
٣٦ وَبَعْدَ أَنْ سَرَدَ أَبي كُلَّ كَلِماتِ حُلْمِهِ أَوْ رُؤْياهُ، وَكانَتْ كَثيرَةً، قالَ لَنا إِنَّهُ خافَ خَوْفًا عَظيمًا عَلى لامانَ وَلَموئيلَ بِسَبَبِ ما رَآهُ في الرُّؤْيا؛ أَجَلْ، خافَ أَنْ يَنْبِذَهُما الرَّبُّ مِنْ حَضْرَتِهِ.
٣٧ ثُمَّ ناشَدَهُما بِكُلِّ مَشاعِرِ والِدٍ عَطوفٍ بِأَنْ يُنْصِتا لِأَقْوالِهِ، عَسى أَنْ يَرْحَمَهُما الرَّبُّ فَلا يَنْبِذُهُما؛ أَجَلْ، لَقَدْ وَعَظَهُما أَبي.
٣٨ وَبَعْدَ أَنْ وَعَظَهُما وَتَنَبَّأَ لَهُما كَذٰلِكَ بِأُمورٍ كَثيرَةٍ، أَمَرَهُما أَنْ يَحْفَظا وَصايا الرَّبِّ؛ ثُمَّ تَوَقَّفَ عَنْ مُخاطَبَتِهِما.
السلام عليك وعلى عائلتك 😊
Peace be unto you and your family.
Text from Arabic Scriptures at https://www.churchofjesuschrist.org/study/scriptures/bofm?lang=ara
No comments:
Post a Comment