1st Nephi Chapter 1
الكتاب الأول لنافي
عهده وخدمته
أخبار لاحي وزوجته سرايا، وأبنائه الأربعة، وهذه أسماؤهم (بدءا بالأكبر): لامان ولموئيل وسام ونافي. يحذّر الرب لاحي ويأمره بأن يغادر أرض أورشليم لأنه يتنبّأ للناس عن إثمهم فيسعون لإهلاكه. يرتحل لثلاثة أيام في البرية مع عائلته. يأخذ نافي إخوته ويعود إلى أرض أورشليم طالبا سجل اليهود. أخبار معاناتهم. يتخذون بنات إسماعيل زوجات. يأخذون عائلاتهم ويغادرون إلى البرية. معاناتهم وشقاؤهم في البرية. مسار ترحالهم. يصلون إلى المياه العظيمة. إخوة نافي يتمردون عليه. يخزيهم نافي ويبني سفينة. يدعون اسم المكان «الوفيرة». يعبرون المياه العظيمة إلى الأرض الموعودة، وما إلى ذلك من أمور. هذا طبقا لما رواه نافي؛ أو بعبارة أخرى، أنا، نافي، كتبت هذا السجل.
الفصل الأول
يبدأ نافي في تدوين سجل شعبه—في رؤيا، يرى لاحي عمودا من نار ويقرأ من كتاب نبوة—يسبّح لاحي اللّٰه، ويتنبأ بمجيء المسيح وبدمار أورشليم—يضطهده اليهود. حوالي ٦٠٠ ق.م.
١ أَنا، نافي، إِذْ وُلِدْتُ لِأَبَوَيْنِ صالِحَيْنِ، تَعَلَّمْتُ شَيْئًا مِنْ جَميعِ مَعارِفِ أَبي؛ وَمَعَ أَنَّني خُضْتُ صِعابًا كَثيرَةً في أَيّامِ حَياتي، إِلّا أَنَّني وَجَدْتُ نِعْمَةً عِنْدَ الرَّبِّ طِوالَ أَيّامي؛ وَلِأَنَّهُ لَدَيَّ مَعْرِفَةٌ عَظيمَةٌ بِصَلاحِ اللّٰهِ وَأَسْرارِهِ، فَإِنَّني أَقومُ بِتَسْجيلِ ما عَمَلْتُهُ في أَيّامي.
٢ أَجَلْ، أُسَجِّلُ ذٰلِكَ بِلُغَةِ أَبي الَّتي تَتَكَوَّنُ مِنْ مَعارِفِ الْيَهودِ وَلُغَةِ الْمِصْرِيّينَ.
٣ وَأَنا أَعْلَمُ أَنَّ ما أُسَجِّلُهُ حَقٌّ؛ وَأُسَجِّلُهُ بِيَدي؛ وَأُسَجِّلُهُ طِبْقًا لِمَعْرِفَتي.
٤ في مَطْلَعِ الْعامِ الْأَوَّلِ مِنْ مُلْكِ صِدْقِيّا، مَلِكِ يَهوذا (وَقَدْ أَقامَ أَبي، لاحي، في أورُشَليمَ كُلَّ أَيّامِ حَياتِهِ)، حَدَثَ أَنَّ أَنْبِياءَ كَثيرينَ أَتَوْا وَتَنَبَّأوا لِلنّاسِ بِأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتوبوا، وَإِلّا فَإِنَّ الْمَدينَةَ الْعَظيمَةَ أورُشَليمَ حَتْمًا سَتُدَمَّرُ.
٥ وَكانَ أَنَّ أَبي، لاحي، أَثْناءَ خُروجِهِ صَلّى إِلى الرَّبِّ، أَجَلْ، وَبِكُلِّ قَلْبِهِ لِأَجْلِ شَعْبِهِ.
٦ وَبَيْنَما هُوَ يُصَلّي إِلى الرَّبِّ، جاءَ عَمودٌ مِنْ نارٍ وَاسْتَقَرَّ عَلى صَخْرَةٍ أَمامَهُ؛ فَرَأى وَسَمِعَ الْكَثيرَ؛ وَبِسَبَبِ الْأُمورِ الَّتي رَآها وَسَمِعَها فَقَدِ ارْتَعَدَ ارْتِعادًا شَديدًا وَارْتَجَفَ ارْتِجافًا عَظيمًا.
٧ وَكانَ أَنَّهُ عادَ إِلى مَنْزِلِهِ في أورُشَليمَ؛ وَأَلْقى بِنَفْسِهِ عَلى فِراشِهِ، مَأْخوذًا بِالرّوحِ وَبِالْأُمورِ الَّتي قَدْ رَآها.
٨ وَفيما هُوَ مَأْخوذٌ بِالرّوحِ، اخْتُطِفَ في رُؤْيا، وَرَأى السَّماواتِ مَفْتوحَةً، وَبَدا لَهُ أَنَّهُ رَأى اللّٰهَ جالِسًا عَلى عَرْشِهِ مُحاطًا بِحُشودٍ لا حَصْرَ لَها مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسْتَغْرِقينَ في التَّرْنيمِ وَالتَّسْبيحِ لِإِلٰهِهِمْ.
٩ وَحَدَثَ أَنَّهُ أَبْصَرَ شَخْصًا هابِطًا مِنْ وَسَطِ السَّماءِ، وَأَبْصَرَ أَنَّ لَمَعانَهُ فاقَ لَمَعانَ الشَّمْسِ في مُنْتَصِفِ النَّهارِ.
١٠ وَرَأى أَيْضًا اثْنَيْ عَشَرَ يَتْبَعونَهُ، وَضِياؤُهُمْ فاقَ ضِياءَ النُّجومِ في الْجَلَدِ.
١١ وَنَزَلوا وَجالوا عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ؛ وَأَتى الشَّخْصُ الْأَوَّلُ وَوَقَفَ أَمامَ أَبي، وَأَعْطاهُ كِتابًا وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَقْرَأَ.
١٢ وَبَيْنَما كانَ يَقْرَأُ امْتَلَأَ بِروحِ الرَّبِّ.
١٣ وَقَرَأَ قائِلًا: وَيْلٌ وَيْلٌ لَكِ يا أورُشَليمُ، لِأَنّي رَأَيْتُ أَرْجاسَكِ! أَجَلْ، وَأُمورٌ شَتّى قَرَأَها أَبي عَنْ أورُشَليمَ—أَنَّها سَتُدَمَّرُ، هِيَ وَسُكّانُها؛ سَيَهْلِكُ كَثيرونَ بِالسَّيْفِ، وَسَيُسْبى كَثيرونَ إِلى بابِلَ.
١٤ وَلَمّا قَرَأَ أَبي وَرَأى كَثيرًا مِنَ الْأُمورِ الْعَظيمَةِ وَالْعَجيبَةِ، هَتَفَ لِلرَّبِّ أَشْياءَ كَثيرَةً مِثْلَ: عَظيمَةٌ وَعَجيبَةٌ أَعْمالُكَ أَيُّها الرَّبُّ الْإِلٰهُ الْقَديرُ! عَرْشُكَ شامِخٌ في السَّماواتِ، وَقُوَّتُكَ وَصَلاحُكَ وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ سُكّانِ الْأَرْضِ؛ وَلِأَنَّكَ رَحيمٌ فَلَنْ تَدَعَ مَنْ يَأْتونَ إِليْكَ يَهْلِكونَ.
١٥ هٰكَذا كانَتْ أَقْوالُ أَبي في تَسْبيحِ إِلٰهِهِ؛ لِأَنَّ نَفْسَهُ ابْتَهَجَتْ، وَقَلْبَهُ كُلَّهُ امْتَلَأَ، بِسَبَبِ الْأُمورِ الَّتي رَآها، أَجَلِ، الْأُمورِ الَّتي أَظْهَرَها لَهُ الرَّبُّ.
١٦ أَمّا أَنا، نافي، فَلا أُدَوِّنُ سِجِلًّا كامِلًا عَمّا كَتَبَهُ أَبي، لِأَنَّهُ كَتَبَ كَثيرًا مِنَ الْأُمورِ الَّتي رَآها في رُؤًى وَفي أَحْلامٍ؛ كَما أَنَّهُ كَتَبَ كَثيرًا مِنَ الْأُمورِ الَّتي تَنَبَّأَ وَتَحَدَّثَ بِها إِلى أَبْنائِهِ، وَالَّتي لَنْ أُدَوِّنَ عَنْها سِجِلًّا كامِلًا.
١٧ وَلٰكِنَّني سَأُسَجِّلُ ما عَمَلْتُهُ في أَيّامي. إِنَّني أُدَوِّنُ موجَزًا لِسِجِلِّ أَبي عَلى أَلْواحٍ صَنَعْتُها بِيَدَيَّ؛ وَمِنْ ثَمَّ، وَبَعْدَ أَنْ أوجِزَ سِجِلَّ أَبي، فَإِنَّني سَأُدَوِّنُ سِجِلًّا عَنْ حَياتي.
١٨ لِذٰلِكَ بَعْدَ أَنْ أَظْهَرَ الرَّبُّ أُمورًا عَجيبَةً كَثيرَةً عَنْ دَمارِ أورُشَليمَ لِأَبي، لاحي، أُريدُ أَنْ تَعْلَموا أَنَّهُ خَرَجَ بَيْنَ النّاسِ وَبَدَأَ يَتَنَبَّأُ وَيُعْلِنُ لَهُمْ عَنِ الْأُمورِ الَّتي رَآها وَسَمِعَها.
١٩ وَكانَ أَنَّ الْيَهودَ سَخِروا مِنْهُ بِسَبَبِ الْأُمورِ الَّتي شَهِدَ بِها عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُ حَقًّا شَهِدَ عَلى شُرورِهِمْ وَأَرْجاسِهِمْ؛ وَشَهِدَ بِأَنَّ ما رَآهُ وَما سَمِعَهُ، وَأَيْضًا ما قَرَأَهُ في الْكِتابِ، كَشَفَ بِوُضوحٍ عَنْ مَجيءِ الْمَسيحِ، وَأَيْضًا عَنْ فِداءِ الْعالَمِ.
٢٠ وَعِنْدَما سَمِعَ الْيَهودُ هٰذِهِ الْأُمورَ غَضِبوا عَلَيْهِ؛ أَجَل، كَما غَضِبوا عَلى الْأَنْبِياءِ الْقُدَماءِ الَّذينَ كانوا قَدْ طَرَدوهُمْ وَرَجَموهُمْ وَقَتَلوهُمْ؛ وَسَعَوْا لِأَنْ يَسْلُبوا حَياتَهُ هُوَ أَيْضًا. وَلٰكِنَّني أَنا، نافي، سَأُريكُمْ أَنَّ مَراحِمَ الرَّبِّ تَحِلُّ عَلى جَميعِ مَنِ اخْتارَهُمْ، بِسَبَبِ إيمانِهِمْ، لِتَجْعَلَهُمْ أَقْوِياءَ لِنَيْلِ قُوَّةِ الْخَلاصِ.
1st Nephi Chapter 2
الفصل الثاني
يأخذ لاحي عائلته إلى البرية قرب البحر الأحمر—يتركون ممتلكاتهم—يقدم لاحي ذبيحة إلى الرب ويعلّم أبناءه أن يحفظوا الوصايا—يتذمر لامان ولموئيل على أبيهما—يطيع نافي الرب ويصلي بإيمان؛ يكلّمه الرب ويتم اختياره ليكون حاكمًا على إخوته. حوالي ٦٠٠ ق.م.
١ فَكانَ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ أَبي، أَجَلْ، في حُلْمٍ، وَقالَ لَهُ: مُبارَكٌ أَنْتَ يا لاحي بِسَبَبِ ما فَعَلْتَهُ؛ وَلِأَنَّكَ كُنْتَ أَمينًا وَأَعْلَنْتَ لِهٰذا الشَّعْبِ الْأُمورَ الَّتي أَمَرْتُكَ بِها، فَهُمْ يَسْعَوْنَ لِيَسْلُبوكَ حَياتَكَ.
٢ وَكانَ أَنَّ الرَّبَّ أَمَرَ أَبي في حُلْمٍ أَنْ يَأْخُذَ عائِلَتَهُ وَأَنْ يُغادِرَ إِلى الْبَرِّيَّةِ.
٣ وَكانَ مُطيعًا لِكَلِمَةِ الرَّبِّ، فَقَدْ فَعَلَ ما أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ.
٤ وَكانَ أَنَّهُ غادَرَ إِلى الْبَرِّيَّةِ. وَتَرَكَ بَيْتَهُ وَأَرْضَ ميراثِهِ وَذَهَبَهُ وَفِضَّتَهُ وَأَشْياءَهُ الثَّمينَةَ، وَلَمْ يَأْخُذْ مَعَهُ إِلّا عائِلَتَهُ وَمُؤَنَهُ وَخِيامَهُ، وَغادَرَ إِلى الْبَرِّيَّةِ.
٥ وَنَزَلَ بِجِوارِ حُدودِ الْبَرِّيَّةِ الْقَريبَةِ مِنْ ساحِلِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ؛ وَسافَرَ في الْبَرِّيَّةِ داخِلَ الْحُدودِ الْأَقْرَبِ لِلْبَحْرِ الْأَحْمَرِ؛ وَسافَرَ في الْبَرِّيَّةِ مَعَ عائِلَتِهِ الْمُكَوَّنَةِ مِنْ أُمّي سَرايا وَإِخْوَتي الْأَكْبَرِ سِنًّا، لامانَ وَلَموئيلَ وَسامَ.
٦ وَبَعْدَما سافَرَ في الْبَرِّيَّةِ لِثَلاثَةِ أَيّامٍ كانَ أَنَّهُ نَصَبَ خَيْمَتَهُ في وادٍ إِلى جانِبِ نَهْرٍ مِنْ ماءٍ.
٧ وَكانَ أَنَّهُ بَنى مَذْبَحًا مِنَ الْحِجارَةِ، وَقَدَّمَ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، وَقَدَّمَ الشُّكْرَ لِلرَّبِّ إِلٰهِنا.
٨ وَكانَ أَنَّهُ أَطْلَقَ عَلى النَّهْرِ اسْمَ لامانَ، وَكانَ يَصُبُّ في الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ؛ وَكانَ الْوادي يَقَعُ في الْحُدودِ الْقَريبَةِ مِنْ مَصَبِّ النَّهْرِ.
٩ وَعِنْدَما رَأى أَبي أَنَّ مِياهَ النَّهْرِ كانَتْ تَصُبُّ في مَنْبَعِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ، تَحَدَّثَ إِلى لامانَ قائِلًا: لَيْتَكَ تَكونُ كَهٰذا النَّهْرِ تَجْري مِنْ غَيْرِ انْقِطاعٍ إِلى مَنْبَعِ كُلِّ بِرٍّ!
١٠ وَتَحَدَّثَ أَيْضًا إِلى لَموئيلَ: لَيْتَكَ تَكونُ كَهٰذا الْوادي، ثابِتًا راسِخًا وَغيْرَ مُتَزَعْزِعٍ في حِفْظِ وَصايا الرَّبِّ!
١١ قالَ ذٰلِكَ بِسَبَبِ تَعَنُّتِ لامانَ وَلَموئيلَ؛ فَإِنَّهُما قَدْ تَذَمَّرا ضِدَّ أَبيهِما في أُمورٍ كَثيرَةٍ، لِأَنَّهُ كانَ رَجُلًا كَثيرَ الرُّؤى، وَكانَ قَدْ أَخْرَجَهُما مِنْ أَرْضِ أورُشَليمَ، فَتَرَكا أَرْضَ ميراثِهِما وَذَهَبَهُما وَفِضَّتَهُما وَأَشْياءَهُما الثَّمينَةَ لِيَهْلِكا في الْبَرِّيَّةِ. وَقالا إِنَّهُ فَعَلَ هٰذا بِسَبَبِ حَماقَةِ خَيالاتِ قَلْبِهِ.
١٢ وَهٰكَذا تَذَمَّرَ لامانُ وَلَموئيلُ عَلى أَبيهِما، وَهُما الْأَكْبَرُ سِنًّا. وَقَدْ تَذَمَّرا لِأَنَّهُما لَمْ يَعْرِفا تَعامُلاتِ ذٰلِكَ الْإِلٰهِ الَّذي خَلَقَهُما.
١٣ كَما أَنَّهُما لَمْ يُؤْمِنا أَنَّ أورُشَليمَ، تِلْكَ الْمَدينَةَ الْعَظيمَةَ، يُمْكِنُ أَنْ تُدَمَّرَ حَسَبَ كَلِماتِ الْأَنْبِياءِ. وَكانا مِثْلَ الْيَهودِ الَّذينَ كانوا في أورُشَليمَ، وَالَّذينَ سَعَوْا لِيَسْلُبوا حَياةَ أَبي.
١٤ وَكانَ أَنَّ أَبي امْتَلَأَ بِالرّوحِ، فَتَحَدَّثَ إِلَيْهِما في وادي لَموئيلَ بِقُوَّةٍ إِلى أَنِ ارْتَعَشَ جَسَداهُما أَمامَهُ. وَقَدْ أَخْزاهُما حَتّى أَنَّهُما لَمْ يَجْرُؤا عَلى التَّفَوُّهِ ضِدَّهُ؛ لِذا فَعَلا كَما أَمَرَهُما.
١٥ وَأَقامَ أَبي في خَيْمَةٍ.
١٦ وَكُنْتُ أَنا نافي شابًّا صَغيرًا، وَمَعَ ذٰلِكَ كُنْتُ ضَخْمَ الْبُنْيَةِ، وَأَيْضًا كانَ لَدَيَّ رَغْبَةٌ شَديدَةٌ لِأَعْرِفَ أَسْرارَ اللّٰهِ، وَلِذٰلِكَ قَدْ صَرَخْتُ إِلى الرَّبِّ؛ فَزارَني، وَرَقَّقَ قَلْبي، فَصَدَّقْتُ جَميعَ الْكَلِماتِ الَّتي نَطَقَ بِها أَبي؛ وَلِذٰلِكَ لَمْ أَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ مِثْلَ أَخَوَيَّ.
١٧ وَتَحَدَّثْتُ إِلى سامَ وَأَعْلَمْتُهُ بِما بَيَّنَهُ الرَّبُّ لي بِروحِهِ الْقُدّوسِ. وَكانَ أَنَّهُ صَدَّقَ كَلامي.
١٨ لٰكِنَّ لامانَ وَلَموئيلَ لَمْ يُصْغِيا لِكَلامي؛ وَلِأَنَّ قَساوَةَ قَلْبَيْهِما قَدْ أَحْزَنَتْني، صَرَخْتُ إِلى الرَّبِّ لِأَجْلِهِما.
١٩ وَكانَ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَني قائِلًا: مُبارَكٌ أَنْتَ يا نافي بِسَبَبِ إيمانِكَ، لِأَنَّكَ طَلَبْتَني بِاجْتِهادٍ، وَبِقَلْبٍ مُتَّضِعٍ.
٢٠ وَما دُمْتُمْ تَحْفَظونَ وَصايايَ، فَإِنَّكُمْ سَتَزْدَهِرونَ وَسَتُقادونَ إِلى أَرْضِ مَوْعِدٍ؛ أَجَلْ، إِلى أَرْضٍ أَعْدَدْتُها لَكُمْ؛ أَجَلْ، أَرْضٍ مُخْتارَةٍ فَوْقَ كُلِّ الْأَراضي الْأُخْرى.
٢١ وَما دامَ أَخَواكَ يَتَمَرَّدانِ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُما سَيُقْطَعانِ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ.
٢٢ وَما دُمْتَ تَحْفَظُ وَصايايَ فَإِنَّكَ سَتُصْبِحُ حاكِمًا عَلى أَخَوَيْكَ وَمُعَلِّمًا لَهُما.
٢٣ فَإِنَّني سَأَلْعَنُهُما لَعْنَةً موجِعَةً في ذٰلِكَ الْيَوْمِ الَّذي يَتَمَرَّدانِ فيهِ عَلَيَّ، وَلَنْ يَكونَ لَهُما سُلْطانٌ عَلى نَسْلِكَ إِلّا إِذا تَمَرَّدَ نَسْلُكَ عَلَيَّ أَيْضًا.
٢٤ وَإِذا تَمَرَّدَ نَسْلُكَ عَلَيَّ، فَإِنَّهُما سَيَكونانِ سَوْطًا لِنَسْلِكَ لِحَثِّهِمْ عَلى طُرُقِ التَّذَكُّرِ.
1st Nephi Chapter 3
الفصل الثالث
يرجع أبناء لاحي إلى أورشليم ليحصلوا على ألواح النحاس—يرفض لابان أن يتخلى عن الألواح—يناشد نافي إخوته ويشجعهم—يسرق لابان ممتلكاتهم ويحاول أن يقتلهم—يقوم لامان ولموئيل بضرب نافي وسام ويوبخهما ملاك. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَحَدَثَ أَنّي أَنا، نافي، عُدْتُ مِنَ الْحَديثِ مَعَ الرَّبِّ إِلى خَيْمَةِ أَبي.
٢ وَكانَ أَنَّهُ كَلَّمَني قائِلًا: إِنَّني قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا وَفيهِ أَمَرَني الرَّبُّ بِأَنْ تَرْجِعَ، أَنْتَ وَإِخْوَتُكَ، إِلى أورُشَليمَ.
٣ فَإِنَّ لابانَ لَدَيْهِ سِجِلُّ الْيَهودِ وَأَيْضًا نَسَبُ أَجْدادي، وَهِيَ مَنْقوشَةٌ عَلى أَلْواحٍ نُحاسِيَّةٍ.
٤ لِذٰلِكَ أَمَرَني الرَّبُّ بِأَنْ تَذْهَبَ، أَنْتَ وَإِخْوَتُكَ، إِلى بَيْتِ لابانَ، وَأَنْ تَطْلُبوا مِنْهُ السِّجِلّاتِ، وَتُحْضِروها إِلى هُنا في الْبَرِّيَّةِ.
٥ أَمّا إِخْوَتُكَ فَإِنَّهُمْ يَتَذَمَّرونَ، قائِلينَ إِنَّ ما طَلَبْتُهُ مِنْهُمْ أَمْرٌ صَعْبٌ؛ وَلٰكِنَّني لَسْتُ مَنْ طَلَبَ مِنْهُمْ ذٰلِكَ، بَلْ هِيَ وَصِيَّةُ الرَّبِّ.
٦ لِذٰلِكَ اذْهَبْ يا بُنَيَّ وَسَتَجِدُ نِعْمَةً عِنْدَ الرَّبِّ لِأَنَّكَ لَمْ تَتَذَمَّرْ.
٧ وَحَدَثَ أَنّي أَنا، نافي، قُلْتُ لِأَبي: سَأَذْهَبُ وَأَفْعَلُ ما أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ، لِأَنَّني أَعْلَمُ أَنَّ الرَّبَّ لا يُعْطي وَصِيَّةً لِأَبْناءِ الْبَشَرِ إِلّا إِذا أَعَدَّ لَهُمْ طَريقًا كَيْ يُحَقِّقوا ما أَمَرَهُمْ بِهِ.
٨ وَعِنْدَما سَمِعَ أَبي هٰذِهِ الْكَلِماتِ سُرَّ لِلْغايَةِ، لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الرَّبَّ بارَكَني.
٩ وَأَنا، نافي، وَإِخْوَتي ارْتَحَلْنا في الْبَرِّيَّةِ، وَمَعَنا خِيامُنا، لِنَصْعَدَ إِلى أَرْضِ أورُشَليمَ.
١٠ وَعِنْدَما صَعِدْنا إِلى أَرْضِ أورُشَليمَ، تَشاوَرْتُ مَعَ إِخْوَتي.
١١ وَأَلْقَيْنا الْقُرْعَةَ—مَنْ مِنّا سَيَدْخُلُ إِلى بَيْتِ لابانَ. وَكانَ أَنَّ الْقُرْعَةَ وَقَعَتْ عَلى لامانَ؛ فَدَخَلَ لامانُ بَيْتَ لابانَ، وَتَكَلَّمَ مَعَهُ وَهُوَ جالِسٌ في بَيْتِهِ.
١٢ وَطَلَبَ مِنْ لابانَ السِّجِلّاتِ الَّتي كانَتْ مَنْقوشَةً عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ الَّتي تَضَمَّنَتْ نَسَبَ أَبي.
١٣ فَكانَ أَنَّ لابانَ غَضِبَ وَطَرَدَهُ مِنْ أَمامِهِ؛ وَلَمْ يَرْغَبْ لَهُ في أَنْ يَحْصُلَ عَلى السِّجِلّاتِ. لِذا قالَ لَهُ: إِنَّكَ لِصٌّ، وَسَوْفَ أَقْتُلُكَ.
١٤ لٰكِنَّ لامانَ فَرَّ مِنْ أَمامِهِ، وَأَخْبَرَنا بِما فَعَلَهُ لابانُ. فَبَدَأْنا نَحْزَنُ حُزْنًا شَديدًا، وَكانَ إِخْوَتي عَلى وَشْكِ الْعَوْدَةِ إِلى أَبي في الْبَرِّيَّةِ.
١٥ لٰكِنّي قُلْتُ لَهُمْ: أُقْسِمُ بِالرَّبِّ وَبِحَياتِنا أَنَّنا لَنْ نَنْزِلَ إِلى أَبينا في الْبَرِّيَّةِ إِلى أَنْ نُحَقِّقَ ما أَمَرَنا بِهِ الرَّبُّ.
١٦ لِذا فَلْنَكُنْ أُمَناءَ في حِفْظِ وَصايا الرَّبِّ؛ فَلْنَنْزِلْ إِلى أَرْضِ ميراثِ أَبينا، فَإِنَّهُ قَدْ تَرَكَ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَكُلَّ أَنْواعِ الثَّرْوَةِ. وَكُلُّ هٰذا فَعَلَهُ بِسَبَبِ وَصايا الرَّبِّ.
١٧ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ أورُشَليمَ يَجِبُ أَنْ تُدَمَّرَ بِسَبَبِ شَرِّ أَبْناءِ الشَّعْبِ.
١٨ فَإِنَّهُمْ قَدْ رَفَضوا كَلِماتِ الْأَنْبِياءِ. لِذا، فَلَوْ لَمْ يَفِرَّ أَبي مِنَ الْأَرْضِ كَما أَمَرَهُ الرَّبُّ، لَهَلَكَ هُوَ أَيْضًا. لِذا، فَقَدْ تَحَتَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَفِرَّ مِنَ الْأَرْضِ.
١٩ وَإِنَّها لَحِكْمَةٌ في اللّٰهِ أَنْ نَحْصُلَ عَلى هٰذِهِ السِّجِلّاتِ، كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ أَنْ نَحْفَظَ لِأَبْنائِنا لُغَةَ آبائِنا.
٢٠ وَأَيْضًا كَيْ نَحْفَظَ لَهُمُ الْكَلِماتِ الَّتي نَطَقَتْ بِها أَفْواهُ جَميعِ الْأَنْبِياءِ الْقِدّيسينَ، وَالَّتي سُلِّمَتْ إِلَيْهِمْ بِروحِ اللّٰهِ وَقُوَّتِهِ مُنْذُ بَدْءِ الْعالَمِ حَتّى هٰذا الزَّمَنِ الْحاضِرِ.
٢١ بِمِثْلِ هٰذا الْقَوْلِ أَقْنَعْتُ إِخْوَتي بِأَنْ يَكونوا أُمَناءَ في حِفْظِ وَصايا اللّٰهِ.
٢٢ وَحَدَثَ أَنَّنا نَزَلْنا إِلى أَرْضِ ميراثِنا، وَجَمَعْنا ذَهَبَنا وَفِضَّتَنا وَأَشْياءَنا الثَّمينَةَ.
٢٣ وَبَعْدَ أَنْ جَمَعْنا هٰذِهِ الْأَشْياءَ، صَعِدْنا ثانِيَةً إِلى بَيْتِ لابانَ.
٢٤ وَكانَ أَنَّنا دَخَلْنا عَلى لابانَ، وعَرَضْنا عَلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَنا السِّجِلّاتِ الَّتي هِيَ مَنْقوشَةٌ عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ، وَنُعْطيهِ مُقابِلَها ذَهَبَنا وَفِضَّتَنا وَكُلَّ أَشْيائِنا الثَّمينَةِ.
٢٥ وَعِنْدَما رَأى لابانُ مُمْتَلَكاتِنا، وَأَنَّها كانَتْ عَظيمَةً جِدًّا، اشْتَهاها، حَتّى أَنَّهُ طَرَدَنا، وَأَرْسَلَ خُدّامَهُ لِيَقْتُلونا كَيْ يَحْصُلَ عَلى مُمْتَلَكاتِنا.
٢٦ وَكانَ أَنَّنا فَرَرْنا مِنْ أَمامِ خُدّامِ لابانَ، وَاضْطُرِرْنا أَنْ نَتْرُكَ وَراءَنا مُمْتَلَكاتِنا، فَوَقَعَتْ في يَدَيْ لابانَ.
٢٧ وَكانَ أَنَّنا فَرَرْنا إِلى الْبَرِّيَّةِ، وَلَمْ يَلْحَقْ بِنا خُدّامُ لابانَ، وَاخْتَبَأْنا في تَجْويفِ صَخْرَةٍ.
٢٨ وَكانَ أَنَّ لامانَ غَضِبَ عَلَيَّ وَأَيْضًا عَلى أَبي؛ وَكَذٰلِكَ لَموئيلُ، لِأَنَّهُ أَصْغى لِكَلِماتِ لامانَ. لِذا فَقَدْ كَلَّمَنا لامانُ وَلَموئيلُ بِالْكَثيرِ مِنَ الْكَلِماتِ الْفَظَّةِ، نَحْنُ أَخَوَيْهِما الصَّغيرَيْنِ، وَضَرَبانا بِعَصًا.
٢٩ وَبَيْنَما كانا يَضْرِبانِنا بِعَصًا، أَتى مَلاكُ الرَّبِّ وَوَقَفَ أَمامَهُما وَكَلَّمَهُما قائِلًا: لِمَ تَضْرِبانِ أَخاكُما الْأَصْغَرَ بِعَصًا؟ أَلا تَعْلَمانِ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتارَهُ حاكِمًا عَلَيْكُما، وَهٰذا بِسَبَبِ آثامِكُما؟ اِصْعَدوا إِلى أورُشَليمَ ثانِيَةً، وَسَيُسَلِّمُ الرَّبُّ لابانَ إِلى أَيْديكُمْ.
٣٠ وَبَعْدَ أَنْ كَلَّمَنا الْمَلاكُ، غادَرَ.
٣١ وَبَعْدَ أَنْ غادَرَ الْمَلاكُ، عادَ لامانُ وَلَموئيلُ ثانِيَةً إِلى التَّذَمُّرِ قائِلَيْنِ: كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرَّبِّ أَنْ يُسَلِّمَ لابانَ إِلى أَيْدينا؟ فَإِنَّهُ رَجُلٌ جَبّارٌ وَيُمْكِنُهُ أَنْ يَقودَ خَمْسينَ، بَلْ، وَيُمْكِنُهُ قَتْلُ خَمْسينَ؛ فَلِمَ لا يَقْتُلُنا نَحْنُ؟
1st Nephi Chapter 4
الفصل الرابع
يقتل نافي لابان حسب وصية الرب، ثم يظفر بألواح النحاس بالدهاء—يختار زورام الانضمام إلى عائلة لاحي في البرية. حوالي ٦٠٠–٥٩٢ ق.م.
١ وَكانَ أَنَّني كَلَّمْتُ إِخْوَتي قائِلًا: فَلْنَصْعَدْ ثانِيَةً إِلى أورُشَليمَ، وَلْنَكُنْ أُمَناءَ في حِفْظِ وَصايا الرَّبِّ؛ فَإِنَّهُ أَقْوى مِنْ كُلِّ الْأَرْضِ، فَلِماذا لا يَكونُ أَقْوى مِنْ لابانَ وَخَمْسينِهِ، بَلْ مِنْ عَشَراتِ أُلوفِهِ؟
٢ لِذا فَلْنَصْعَدْ؛ وَلْنَكُنْ أَقْوِياءَ كَموسى؛ فَهُوَ حَقًّا قَدْ كَلَّمَ مِياهَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ فَانْشَقَّتْ هُنا وَهُناكَ، فَعَبَرَ آباؤُنا خارِجينَ مِنَ السَّبْيِ عَلى أَرْضٍ يابِسَةٍ، وَتَبِعَتْهُمْ جُيوشُ فِرْعَوْنَ فَغَرِقَتْ في مِياهِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ.
٣ إِنَّكُمْ تَعْلَمونَ أَنَّ هٰذا حَقٌّ؛ وَتَعْلَمونَ أَيْضًا أَنَّ مَلاكًا كَلَّمَكُمْ؛ كَيْفَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَشُكّوا؟ فَلْنَصْعَدْ؛ اَلرَّبُّ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَجِّيَنا كَما نَجّى أَباءَنا، وَأَنْ يُفْنِيَ لابانَ كَما أَفْنى الْمِصْرِيّينَ.
٤ فَلَمّا تَكَلَّمْتُ بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ كانا لا يَزالانِ مُغْتاظَيْنِ، وَظَلّا يَتَذَمَّرانِ؛ وَمَعَ ذٰلِكَ فَقَدْ تَبِعاني إِلى أَنْ جِئْنا إِلى خارِجِ أَسْوارِ أورُشَليمَ.
٥ وَكانَ ذٰلِكَ في اللَّيْلِ؛ وَجَعَلْتُهُمْ يُخْفونَ أَنْفُسَهُمْ خارِجَ الْأَسْوارِ. فَلَمّا أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ، تَسَلَّلْتُ أَنا، نافي، إِلى داخِلِ الْمَدينَةِ وَمَضَيْتُ نَحْوَ بَيْتِ لابانَ.
٦ وَقادَني الرّوحُ، وَأَنا غَيْرُ عالِمٍ مُسْبَقًا بِما يَنْبَغي أَنْ أَفْعَلَ.
٧ وَرَغْمَ ذٰلِكَ فَقَدْ مَضَيْتُ، وَلَمّا اقْتَرَبْتُ مِنْ بَيْتِ لابانَ أَبْصَرْتُ رَجُلًا، وَكانَ قَدْ سَقَطَ عَلى الْأَرْضِ أَمامي لِأَنَّهُ كانَ ثَمِلًا بِالْخَمْرِ.
٨ وَعِنْدَما أَدْرَكْتُهُ وَجَدْتُ أَنَّهُ لابانُ.
٩ وَأَبْصَرْتُ سَيْفَهُ فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ غِمْدِهِ؛ وَكانَ مِقْبَضُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخالِصِ وَكانَتْ صِناعَتُهُ بالِغَةَ الدِّقَّةِ، وَرَأَيْتُ أَنَّ نَصْلَهُ كانَ مِنْ أَثْمَنِ أَنْواعِ الصُّلْبِ.
١٠ وَكانَ أَنَّ الرّوحَ حَضَّني عَلى أَنْ أَقْتُلَ لابانَ؛ لٰكِنّي قُلْتُ في قَلْبي: إِنّي لَمْ أَسْفِكْ أَبَدًا دَمَ إِنْسانٍ، فَأَحْجَمْتُ وَرَغِبْتُ عَنْ قَتْلِهِ.
١١ وَقالَ الرّوحُ لي ثانِيَةً: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَلَّمَهُ إِلى يَدَيْكَ. أَجَلْ، وَكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ سَعى لِيَسْلُبَني حَياتي؛ أَجَلْ، وَلَمْ يُصْغِ لِوَصايا الرَّبِّ، كَما سَلَبَ مُمْتَلَكاتِنا أَيْضًا.
١٢ وَكانَ أَنَّ الرّوحَ قالَ لي مِنْ جَديدٍ: اُقْتُلْهُ فَإِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَلَّمَهُ إِلى يَدَيْكَ؛
١٣ فَإِنَّ الرَّبَّ يُهْلِكُ الْأَشْرارَ كَيْ يُحَقِّقَ أَغْراضَهُ الصّالِحَةَ. أَنْ يَهْلِكَ رَجُلٌ واحِدٌ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَتَراجَعَ إيمانُ أُمَّةٍ فَتَهْلِكُ في عَدَمِ إيمانٍ.
١٤ فَعِنْدَما سَمِعْتُ أَنا، نافي، هٰذِهِ الْكَلِماتِ، تَذَكَّرْتُ كَلِماتِ الرَّبِّ الَّتي تَكَلَّمَ بِها إِلَيَّ في الْبَرِّيَّةِ قائِلًا: إِذا حَفِظَ نَسْلُكَ وَصايايَ، فَإِنَّهُمْ سَيَزْدَهِرونَ في أَرْضِ الْمَوْعِدِ.
١٥ أَجَلْ، كَما أَنَّني فَطِنْتُ إِلى أَنَّهُ لَنْ يُمْكِنَهُمْ حِفْظُ وَصايا الرَّبِّ حَسَبَ شَريعَةِ موسى ما لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِمِ الشَّريعَةُ.
١٦ وَكُنْتُ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّريعَةَ مَنْقوشَةٌ عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ.
١٧ كَما كُنْتُ أَعْلَمُ أَيْضًا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَلَّمَ لابانَ إِلى يَدَيَّ لِهٰذا الْغَرَضِ—كَيْ أَحْصُلَ عَلى السِّجِلّاتِ طِبْقًا لِوَصاياهُ.
١٨ لِذا أَطَعْتُ صَوْتَ الرّوحِ، وَأَخَذْتُ لابانَ بِشَعْرِ رَأْسِهِ وَقَطَعْتُ رَأْسَهُ بِسَيْفِهِ.
١٩ وَبَعْدَ أَنْ قَطَعْتُ رَأْسَ لابانَ بِسَيْفِهِ، أَخَذْتُ ثِيابَهُ وَارْتَدَيْتُها عَلى جَسَدي؛ أَجَلْ، كُلَّها، وَتَقَلَّدْتُ سِلاحَهُ عَلى حَقْوَيَّ.
٢٠ وَبَعْدَ أَنْ فَعَلْتُ ذٰلِكَ، قَصَدْتُ خَزْنَةَ لابانَ. وَبَيْنَما كُنْتُ قاصِدًا خَزْنَةَ لابانَ، شاهَدْتُ خادِمَ لابانَ الَّذي كانَ مَعَهُ مَفاتيحُ الْخَزْنَةِ. وَأَمَرْتُهُ بِصَوْتِ لابانَ بِأَنْ يَذْهَبَ مَعي إِلى الْخَزْنَةِ.
٢١ وَظَنَّ أَنَّني سَيِّدُهُ لابانُ، لِأَنَّهُ رَأى الثِّيابَ وَأَيْضًا السَّيْفَ الَّذي تَقَلَّدْتُهُ عَلى حَقْوَيَّ.
٢٢ وَحَدَّثَني عَنْ شُيوخِ الْيَهودِ لِعِلْمِهِ أَنَّ سَيِّدَهُ لابانَ كانَ قَدْ خَرَجَ بِصُحْبَتِهِمْ أَثْناءَ اللَّيْلِ.
٢٣ وَتَحَدَّثْتُ إِلَيْهِ وَكَأَنَّني لابانُ.
٢٤ وَقُلْتُ لَهُ أَيْضًا بِأَنَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَحْمِلَ النُّقوشَ الَّتي كانَتْ عَلى أَلْواحِ النُّحاسِ إِلى إِخْوَتي الَّذينَ يَكْبُرونَني وَالَّذينَ كانوا خارِجَ الْأَسْوارِ.
٢٥ وَكَذٰلِكَ أَمَرْتُهُ أَنْ يَتْبَعَني.
٢٦ وَكانَ قَدْ ظَنَّ أَنّي تَكَلَّمْتُ عَنْ إِخْوَةِ الْكَنيسَةِ، وَأَنّي كُنْتُ حَقًّا لابانَ ذاكَ الَّذي كُنْتُ قَدْ قَتَلْتُهُ، لِذا فَقَدْ تَبِعَني.
٢٧ وَكَلَّمَني مِرارًا كَثيرَةً عَنْ شُيوخِ الْيَهودِ بَيْنَما كُنْتُ ماضِيًا إِلى إِخْوَتي الَّذينَ كانوا خارِجَ الْأَسْوارِ.
٢٨ وَلَمّا رَآني لامانُ، ارْتاعَ وَكَذٰلِكَ لَموئيلُ وَسامُ. وَفَرّوا مِنْ وَجْهي لِأَنَّهُمْ ظَنّوا أَنّي لابانُ، وَأَنَّهُ قَتَلَني، وَأَنَّهُ يَسْعى لِيَسْلُبَهُمْ حَياتَهُمْ أَيْضًا.
٢٩ وَكانَ أَنَّني نادَيْتُهُمْ فَسَمِعوني، وَلِذٰلِكَ تَوَقَّفوا عَنِ الْفِرارِ مِنْ وَجْهي.
٣٠ وَعِنْدَما رَأى خادِمُ لابانَ إِخْوَتي، بَدَأَ يَرْتَجِفُ، وَكانَ عَلى وَشْكِ أَنْ يَفِرَّ مِنْ أَمامي وَيَعودَ إِلى مَدينَةِ أورُشَليمَ.
٣١ وَبِما أَنّي أَنا، نافي، كُنْتُ رَجُلًا ضَخْمَ الْبُنْيَةِ، وَبِما أَنّي كُنْتُ أَيْضًا قَدْ حَظيتُ بِكَثيرٍ مِنَ الْقُوَّةِ مِنَ الرَّبِّ، لِذٰلِكَ فَقَدْ قَبَضْتُ عَلى خادِمِ لابانَ، وَأَمْسَكْتُ بِهِ كَيْ لا يَفِرَّ.
٣٢ وَكانَ أَنَّني قُلْتُ لَهُ بِأَنَّهُ إِذا أَصْغى لِكَلِماتي، فَإِنَّني أُقْسِمُ بِالرَّبِّ وبِحَياتي أَنَّنا سَنُبْقي عَلى حَياتِهِ، إِذا أَصْغى لِكَلِماتِنا.
٣٣ وَكَلَّمْتُهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ لا داعِيَ لِلْخَوْفِ؛ وَأَنَّهُ سَيَكونُ رَجُلًا حُرًّا مِثْلَنا إِذا نَزَلَ مَعَنا إِلى الْبَرِّيَّةِ.
٣٤ وَأَيْضًا كَلَّمْتُهُ قائِلًا: حَقًّا قَدْ أَمَرَنا الرَّبُّ بِأَنْ نَفْعَلَ هٰذا الْأَمْرَ؛ أَفَلا يَجِبُ عَلَيْنا أَنْ نَجْتَهِدَ في حِفْظِ وَصايا الرَّبِّ؟ لِذا، إِذا نَزَلْتَ إِلى أَبي في الْبَرِّيَّةِ فَسَيَكونُ لَكَ مَكانٌ مَعَنا.
٣٥ وَكانَ أَنَّ زورامَ تَشَجَّعَ بِالْكَلِماتِ الَّتي تَكَلَّمْتُ بِها. فَإِنَّ زورامَ كانَ اسْمَ الْخادِمِ؛ وَوَعَدَ بِأَنَّهُ سَيَنْزِلُ إِلى الْبَرِّيَّةِ عِنْدَ أَبينا. أَجَلْ، كَما أَقْسَمَ لَنا بِأَنَّهُ سَيَلْزَمُنا مُنْذُ ذٰلِكَ الْوَقْتِ.
٣٦ فَقَدْ كُنّا راغِبينَ في أَنْ يَلْزَمَنا لِئَلّا يَعْرِفَ الْيَهودُ عَنْ فِرارِنا إِلى الْبَرِّيَّةِ، كَيْلا يُطارِدونا وَيُهْلِكونا.
٣٧ وَعِنْدَما أَقْسَمَ زورامُ لَنا، زالَتْ مَخاوِفُنا مِنْ ناحِيَتِهِ.
٣٨ وَكانَ أَنَّنا أَخَذْنا أَلْواحَ النُّحاسِ وَخادِمَ لابانَ وَغادَرْنا إِلى الْبَرِّيَّةِ، وَارْتَحَلْنا إِلى خَيْمَةِ أَبينا.
السلام عليك وعلى عائلتك 😊
Peace be unto you and your family.
Text from Arabic Scriptures at https://www.churchofjesuschrist.org/study/scriptures/bofm?lang=ara
No comments:
Post a Comment